لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
أسماء الله وصفاته
42491 مشاهدة print word pdf
line-top
أقسام التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، صلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
درسنا في توحيد الأسماء والصفات، نتكلم على هذا القسم بما يسر الله تعالى دون أن نتقيد بموضوع أو بكتاب معين؛ وذلك لأن ترتيب الكتب التي ألفت يختلف، إذ كل منهم -من الذين ألفوا- قدم أحيانا، وقد أخر أحيانا؛ فلأجل ذلك نبدأ في هذا اليوم بمقدمة، وفي الأيام الآتية نأخذ كل يوم صفة من الصفات، يعني: مثل صفة العلو والاستواء، والصفات الذاتية، والصفات الفعلية، وكذلك من الصفات أيضا إثبات الرؤية، وهذه أمثلة من العلوم من كل مثال درس يومي، أو بعض يوم.
والآن نبدأ في المقدمة.
قسم العلماء التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
توحيد الربوبية: الاعتقاد بأن الله هو الخالق الرازق، وأنه رب العالمين، وأنه المتصرف في الكون، وأنه مالك للملك، وهذا هو التوحيد الذي أقر به المشركون، ولم ينفعهم ولم يعصم دماءهم وأموالهم.
توحيد الألوهية: هو صرف جميع أنواع العبادة لله وحده، وترك عبادة ما سواه، وهذا التوحيد هو الذي بعثت به الرسل، وأنزلت به الكتب، وهو الذي لأجله شرع الجهاد والقتال في سبيل الله، وهو الذي حصل فيه النزاع بين المشركين وبين رسلهم.
أما توحيد الأسماء والصفات: فهو إثبات صفات الله تعالى على ما يليق به بحسب ما ورد في الأدلة، ونفي التشبيه عنها، وإثبات كل صفة جاء الدليل لإثباتها؛ فهذا التوحيد قد أثبت بعضه المشركون، ولم يكن عندهم فيه شيء من التفاصيل ولكن حصل النزاع فيه من بعض المبتدعة الذين أنكروا بعضه، أو أنكروا جميع الصفات، وصاروا يجادلون في صفات الله تعالى، يبالغون في إنكارها، وسبب ذلك؛ إما تحكيم عقولهم، العقول الفاسدة التي جعلوها معيارا لما يثبت من الأسماء والصفات، مع تفاوتهم واختلافهم، وإما التشكيك في إثباتها بسبب ما تلقوه من الكتب التي ترجمت من اللغات اليونانية إلى اللغة العربية، وقرأها الكثيرون، فوقعوا في حيرة، فكان في ذلك سبب كبير في وقوع هذا الإنكار، وهذا الاعتقاد السيئ الذي حصل من كثير من المسلمين بسبب سماعهم وإصغائهم، وقراءتهم لتلك الكتب التي تشبه على من سمعها، وعلى من قرأ فيها.

line-bottom